أزمة عنصرية في الدوري الفرنسي ودعوات لتوعية وتثقيف الجماهير واللاعبين
أزمة عنصرية في الدوري الفرنسي ودعوات لتوعية وتثقيف الجماهير واللاعبين
شهد الدوري الفرنسي لكرة القدم موجة جدل جديدة بعد مباراة تولوز ولوهافر ضمن الجولة الحادية عشرة، إذ أثارت لقطة قام بها اللاعب النرويجي آرون دونوم ردود فعل غاضبة من الجماهير ونشطاء مكافحة العنصرية.
وضع دونوم يده على أنفه وامتنع عن الاقتراب من المدافع الكاميروني سيمون إيبونوغ، ما اعتُبر تصرفًا عنصريًا صُوّر بالكاميرات وأصبح محور تحقيق رسمي من رابطة الدوري الفرنسي، بحسب ما ذكرت صحيفة "لا ديبيش" الفرنسية، السبت.
أثار الحادث إدانات واسعة من قبل جمعيات مناهضة للعنصرية في كرة القدم، معتبرة أن ما حدث يمثل "حالة تلبس واضحة بارتكاب جريمة عنصرية"، في حين حاول زملاؤه في تولوز التخفيف من خطورة الموقف، مؤكدين أن اللاعب لا يحمل أي مشاعر كراهية، لكن اللقطة كانت غير مقبولة ومسيئة للاعب المنافس.
رابطة الدوري تتدخل
رفع فريق لوهافر شكوى رسمية ضد دونوم، لكن بعد تدخلات وتوضيحات من جانب زملائه، قررت الإدارة الاكتفاء بقرار لجنة الانضباط التابعة لرابطة الدوري الفرنسي لكرة القدم، على أن تصدر اللجنة حكمها النهائي في 26 نوفمبر الجاري.
وأوضحت مصادر إعلامية أن العقوبة المحتملة على اللاعب قد تصل إلى عشر مباريات إيقاف، في حال تم إثبات سوء التصرف.
وأكد اللاعب الإيفواري يان غبوهو، زميل دونوم، أن الأخير ليس عنصريًا وأن تصرفه كان خطأً لكنه لا يعكس توجهاته أو شخصيته، موضحًا أن هناك فرقًا كبيرًا بين ارتكاب فعل مسيء وبين العنصرية الفعلية.
العنصرية في الملاعب
سلط الخبر الضوء مجددًا على ظاهرة العنصرية في ملاعب كرة القدم الأوروبية، حيث تتكرر حالات سلوكيات مسيئة تجاه اللاعبين ذوي الأصول الإفريقية أو غير الأوروبية، سواء من اللاعبين أنفسهم أو الجماهير.
وتشير الإحصاءات إلى أن معظم هذه الحوادث لا تتوقف عند حدود الإدانة الإعلامية، بل تتطلب إجراءات صارمة من الاتحادات الرياضية لضمان بيئة آمنة ومشجعة للجميع، مع فرض عقوبات رادعة على من يسيء.
وشهدت السنوات الماضية عدة حالات مشابهة في الدوريات الأوروبية، كان أبرزها قيام لاعبين أو جماهير بمحاكاة أصوات قردة تجاه اللاعبين ذوي الأصول الإفريقية، أو رفض اللعب معهم، ما دفع اتحادات كرة القدم إلى فرض غرامات وإيقافات ومطالبات بالتوعية ضد التمييز العنصري.
دعوة للوعي والتثقيف
دعا الخبراء والمحللون الرياضيون إلى التركيز على التعليم والتوعية داخل الأندية، ومراقبة السلوكيات في التدريبات والمباريات الرسمية، وعدم الاكتفاء بالعقوبات الشكلية فقط.
وشددوا على أن الرياضة يجب أن تكون منصة للتقارب والاحترام بين الثقافات المختلفة، وأن أي تصرف عنصري، مهما كان طفيفًا، قد يترك أثرًا نفسيًا في اللاعبين ويضر بصورة اللعبة.
وتُظهر حادثة آرون دونوم أن المسافة بين "الفعل المسيء" و"العنصرية الممنهجة" قد تبدو ضبابية للجمهور، لكن الإجراءات القانونية والانضباطية في الدوريات الأوروبية تسعى لتحديد المسؤولية بدقة، مع تعزيز ثقافة الاحترام والمساواة على المستويين الفردي والمؤسسي.










